ريان شرقي.. نجم مانشستر سيتي الذي فضّل حلم زيدان على قميص الجزائر

أعلن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي رسميًا تعاقده مع النجم الفرنسي الشاب ذو الأصول الجزائرية ريان شرقي، قادمًا من نادي أولمبيك ليون، بعقد يمتد حتى صيف عام 2030.
الصفقة بلغت قيمتها 36 مليون يورو، بالإضافة إلى 6 ملايين يورو كحوافز، في مؤشر جديد على حجم التقدير الذي يحظى به اللاعب داخل الأوساط الكروية الأوروبية.
جزائري الأصل.. فرنسي الهوى
ورغم أصوله الجزائرية الواضحة – من جهة والدته – لم يرتدِ شرقي يومًا قميص "الخضر"، وهو ما يشكّل صدمة للكثير من أنصار المنتخب الجزائري، خاصة مع تصاعد أسهم اللاعب في الدوري الفرنسي وتألقه على الساحة الأوروبية خلال الفترات الماضية.
وفي تصريحات سابقة، أكد شرقي أنه لم يتلقَ أي تواصل رسمي جاد من الاتحاد الجزائري أو من مدرب "الخضر"، باستثناء محادثة غير مباشرة عبر أحد أفراد الطاقم الفني في فترة سابقة.
تصريحات شرقي زادت من حدة الغضب الجماهيري الجزائري، إذ يرى كثيرون أن موهبة بهذا الحجم كان يجب ألا تُترك لفرنسا.
مسيرة مبهرة منذ سن مبكرة
ريان شرقي، المولود عام 2003، نشأ في أكاديمية أولمبيك ليون وبرز سريعًا كأحد أبرز المواهب في أوروبا. شارك مع الفريق الأول في 185 مباراة منذ تصعيده في موسم 2022-2023.
ودوّن اسمه كأصغر هدّاف في تاريخ النادي الفرنسي مطلع عام 2020، كما أصبح أصغر لاعب يخوض نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حين واجه بايرن ميونيخ في ذلك العام.
نقطة التحول
لم يكن تألق شرقي مجرد صدفة، فقد قدم موسمًا استثنائيًا مع ليون في 2024-2025، أحرز خلاله 12 هدفًا وقدم 20 تمريرة حاسمة، ما أهله ليكون ضمن تشكيلة الموسم في الدوري الفرنسي، إلى جانب نخبة النجوم، رغم تواجده خارج أسوار باريس سان جيرمان.
كما بصم على أداء خرافي مع منتخب فرنسا تحت 21 عامًا، خاصة في مباراة مثيرة ضد إنجلترا، سجل فيها هدفًا وصنع اثنين آخرين في فوز بواقع 5-3، قبل أن يترك بصمته في الدوري الأوروبي أمام مانشستر يونايتد، مسجلًا هدفين حاسمين.
ثم جاءت لحظة التتويج بدخوله معترك المنتخب الأول لفرنسا في دوري الأمم الأوروبية، حيث سجل هدفًا أمام إسبانيا رغم الخسارة، ثم تألق مجددًا ضد ألمانيا في مباراة تحديد المركز الثالث، ليؤكد أنه مشروع نجم عالمي.
هل خسر المنتخب الجزائري موهبة لا تُعوّض؟
قرار شرقي بتمثيل فرنسا لم يكن مجرد خيار رياضي، بل كان نتيجة شعور بإهمال من الجانب الجزائري، بحسب تصريحاته.
ففي مقابلة مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية، كشف أنه لم يتلقَّ أي عرض رسمي من الجزائر أو حتى اتصال مباشر من المدرب جمال بلماضي، باستثناء لقاء قديم غير مباشر بين والده والمدرب في ليون.
وأكد شرقي أنه "يحلم بالسير على نهج زين الدين زيدان"، نجم الكرة الفرنسية من أصل جزائري، الذي اختار هو الآخر تمثيل فرنسا وكتب اسمه بحروف ذهبية.
هذا الموقف أثار ردود فعل غاضبة في الجزائر، لا سيما أن الاتحاد المحلي سبق أن صرّح بمحاولات للتواصل مع اللاعب ومحيطه، لكن شرقي نفى ذلك، مؤكدًا أنه لم يتحدث مباشرة مع أي مسؤول في الاتحاد الجزائري.
مانشستر سيتي يعوّل على شرقي في مونديال الأندية
شرقي، صاحب القدرات الفنية العالية والموهبة الخارقة، سينضم فورًا إلى تشكيلة المدرب بيب جوارديولا، استعدادًا لخوض كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة.
ويُنتظر أن يشكّل ثلاثيًا مغاربيًا ناريًا في الفريق إلى جانب الجزائري ريان آيت نوري والمغربي بلال الخنوس، حال اكتمال انتقاله المتوقع.
ويتميّز شرقي بمرونته في اللعب، إذ يُجيد كصانع ألعاب أو جناح على الجهتين، ويُعتبر تهديدًا دائمًا لدفاعات الخصم بفضل مراوغاته وتسديداته القوية من داخل وخارج منطقة الجزاء، فضلًا عن ذكائه في التمركز داخل الصندوق.