قمة بلتون وفوربس: استعراض إعلامي بلا مضمون ولكم في المشاريع الرياضية عبرة

في وقت لا تزال فيه التحديات الاقتصادية تتطلب حلولا واقعية ومشروعات جادة على الأرض، تستعد شركة "بلتون القابضة" بالتعاون مع "فوربس الشرق الأوسط" لإطلاق قمة تحت عنوان "كبار المستشارين والمستثمرين"، وسط حملة إعلامية مكثفة وصور دعائية توحي بحدث استثنائي، في حين يرى كثير من المتابعين أن ما يجري هو مجرد إعادة تدوير للضجيج دون مضمون.
آخر تطورات استاد الأهلى
بلتون، الجهة المنظمة، ليست بعيدة عن ذاكرة الجمهور، خصوصًا بعد أن وعدت في وقت سابق بمشروع "استاد الأهلي" الذي أحاطته بنفس الزخم الإعلامي، لكنه انتهى إلى مجسمات على شاشات العرض دون أن يرى النور بشكل واقعي أو كامل. المشروع الذي كان من المفترض أن يُحدث نقلة في البنية التحتية الرياضية، تحوّل إلى مجرد "استاد على الورق"، وعنوان لحملة تسويقية بلا تنفيذ فعلي.
اليوم، ومع اقتراب موعد انعقاد القمة، تبدو المؤشرات متشابهة. البيان الترويجي يستخدم عبارات فضفاضة مثل "استكشاف الفرص الواعدة" و"نخبة من المستثمرين"، دون تقديم تفاصيل حقيقية عن جدول الأعمال أو الأطراف الفاعلة المشاركة. وهو ما يدفع كثيرين للتشكيك في الهدف الفعلي من الحدث.
أما الشريك الإعلامي "فوربس الشرق الأوسط"، ورغم ما يفترض أنه منصة متخصصة في الاقتصاد والاستثمار، لم تتبنَ حتى الآن أي طرح تحليلي أو نقدي حقيقي بشأن محتوى القمة، واكتفت بدور دعائي يعزز من الطابع الاستعراضي للفعالية.
واللافت أن القمة تنظم في توقيت تشهد فيه مصر تطور فعليًا في العديد من القطاعات، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية، دون الحاجة إلى مؤتمرات كبرى أو تغطيات براقة. وهو ما يبرز الفارق الواضح بين الإنجاز الحقيقي على الأرض، وبين محاولات التلميع الإعلامي التي لا تقدم جديدا.
وبينما تواصل الدولة تنفيذ مشروعات استراتيجية بعيدًا عن الأضواء المفتعلة، تظل مثل هذه القمم نموذجا لما يمكن وصفه بـ"الحدث الترويجي"، الذي لا يتجاوز كونه مساحة لعلاقات عامة وتبادل مجاملات، لا سياسات أو خطط قابلة للتنفيذ.
المشهد يعيد إلى الأذهان ذات السيناريو الذي رافق "استاد الأهلي"؛ مشروع ضخم في الشكل، فارغ في المضمون. واليوم، تعاد الكرة باسم الاستثمار، لكن بأدوات قديمة فقدت تأثيرها.
مصر لا تحتاج مزيدا من المؤتمرات التي تملأ الشاشات وتخلو من النتائج. ما تحتاجه هو مشروعات حقيقية تنفيذ على الأرض، و يحدث فارقا. فقيمة أي مبادرة لا تقاس بعدد الحضور أو عناوين الصحف، بل بما يتحقق فعليًا بعد انطفاء الكاميرات.