"الخائن لويس دياز".. جوتا دعمه وقت خطف والده فخذله بالرقص يوم جنازته

في أكتوبر من عام 2023، وبينما كانت دموع لويس دياز تنهمر خوفًا على مصير والده المختطف في كولومبيا، لم يتأخر ديوجو جوتا، زميله في ليفربول، في إعلان تضامنه. سجل هدفًا، ورفع قميص دياز عاليًا أمام جماهير ملعب أنفيلد، في لحظة إنسانية خالدة جمعت العالم كله على صورة واحدة وهي الصداقة الحقيقية لكن الزمن لا يحفظ الجميل دائمًا، والمواقف تُنسى عند البعض بسهولة. 

ففي يوم جنازة جوتا، الذي رحل فجأة رفقة شقيقه إثر حادث سير مروع، لم يكن دياز يواسي زملاءه، ولا واقفًا في الصفوف الأولى لتوديع من دعمه في أحلك أوقاته.. بل كان يرقص.

دياز يرقص وقت جنازة جوتا

ظهر النجم الكولومبي في مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، يشارك في احتفال ترفيهي في كولومبيا، وسط أجواء موسيقية وابتسامات، بينما كان جسد جوتا يُوارى الثرى وسط دموع الملايين.

جماهير ليفربول: لا يوجد مبرر

بهذه العبارة المختصرة، لخصت جماهير ليفربول مشاعرها الغاضبة تجاه دياز فكيف يمكن للاعب تلقّى دعمًا استثنائيًا من زميله الراحل، أن يتجاهل جنازته؟ لماذا لم يظهر أي احترام، ولو رمزيًا، لعائلة جوتا التي فتحت له أبوابها قبل عامين.

لم يصدر أي تعليق رسمي من دياز حتى اللحظة، فيما التزمت إدارة ليفربول الصمت، وسط تصاعد أصوات تطالب ببيع اللاعب وإنهاء العلاقة التي "انكسرت إنسانيًا" حسب تعبير بعض الجماهير.

لويس دياز: جوتا كان أخي

في تصريحات سابقة نقلتها قناة WinSports الكولومبية، قال دياز: "استقبال ديوجو لي حين وصلت إلى ليفربول كان مميزًا. احتضنني كأخ، وكان قريبًا جدًا مني داخل وخارج الملعب."
ثم أجهش بالبكاء، وتحدث عن التضامن الكبير الذي أبداه جوتا أثناء اختطاف والده، واصفًا إياه بأنه "لن يُنسى أبدًا".

لكن الجماهير لم تتأثر هذه المرة بكلمات العاطفة، بل تساءلت بمرارة: "إذا كان بهذه الأهمية لك، لماذا لم تكن حاضرًا في آخر وداع له؟"

الرقصة التي كسرت القلوب

الفيديو القصير الذي يُظهر دياز يرقص، لم يكن عاديًا فهو تزامن، بالدقيقة تقريبًا، مع توقيت مراسم جنازة جوتا. 

بعض المدافعين عن اللاعب أشاروا إلى أن المناسبة كانت مجدولة مسبقًا، وأنه لم يقصد الإهانة، لكن الجمهور لم يقبل هذه التبريرات.

"كنا نظن أن بينهما رابطة، فإذا بها صورة مزيفة"، كتب أحد مشجعي ليفربول على تويتر. 

وقال آخر: "في المواقف الحقيقية تظهر المعادن. للأسف، دياز خذلنا جميعًا".

جوتا.. القميص الذي لا يُنسى

اللقطة التي رفع فيها جوتا قميص دياز بعد هدفه، أصبحت اليوم محط مقارنات حزينة. كيف لرجلٍ وقف معك وقت ضعفك، أن يُقابل بالجحود وتقوم بالرقص وقت وفاته.