الحقائق تكذّب مدحت شلبي وتكشف التاريخ المرضي للخطيب، بدايةً من الورم وحتى الشعيرات الدموية

يعتبر محمود الخطيب، أسطورة الكرة المصرية ورئيس النادي الأهلي، قيمة خاصة لدى الملايين من جماهير الرياضة في مصر والعالم العربي نظرًا لتاريخه الكبير داخل الملعب كلاعب أو إداري بعد الاعتزال.
وفي السنوات الأخيرة لم تكن حياة محمود الخطيب سهلة بالنسبة له، بعدما خاض سلسلة طويلة من المعارك مع المرض، بين عمليات جراحية دقيقة ورحلات علاجية متكررة، وصولًا إلى المستجدات الأخيرة التي فرضت نفسها على قراراته الإدارية.
وعلى مدار الأيام الماضية، أعلن محمود الخطيب، عدم استكمال مهمته في منصبه واعتذاره عن خوض الانتخابات المقبلة، هذا القرار مثل أزمة كبيرة للغاية داخل جدران القلعة الحمراء.
وهذا القرار جاء بعد 8 سنوات من قيادة محمود الخطيب للقلعة الحمراء، القرار الذي أثار جدلاً واسعًا بين الجماهير والإعلام، وفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول الدوافع الحقيقية وراء خطوة بحجم ابتعاد أسطورة النادي.
هجوم مدحت شلبي
وخلال الساعات الماضية، تعرض محمود الخطيب، لهجوم عنيف من قبل الإعلامي مدحت شلبي، وذكر عدة وقائع لجأ فيها رئيس الأهلي لإظهار مرضه لوسائل الإعلام من أجل تخفيف الضغط والانتقادات بعد الإخفاقات.
ويستعرض موقع "أوفسايد" خلال السطور التالية رحلة مرض محمود الخطيب ومراحل العلاج:
بداية مرض الخطيب في 2012
لم تكن أزمة محمود الخطيب، الصحية مفاجئة، إذ تعود بدايتها إلى نحو 13 عامًا منذ عام 2018، عندما كان يشغل منصب نائب رئيس النادي الأهلي في ذلك الوقت.
فقد ظهرت عليه في ذلك الوقت أعراض مقلقة مثل فقدان التوازن وحالات إغماء متكررة، لتكشف الفحوص الطبية في أحد المراكز المتخصصة بألمانيا عن وجود أورام في المخ، وصفها الأطباء بأنها حميدة، لكنها شديدة الحساسية بسبب موقعها.
عملية جراحية في ألمانيا
في ذلك الوقت تم اتخاذ قرار بالتدخل الجراحي الفوري، وخضع رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب لعملية دقيقة عام 2012 بألمانيا، أعقبها فترة راحة حتى استعاد عافيته وعاد لممارسة مهامه الإدارية.
وتكررت بعد الأعراض من جديد في العام التالي 2013، كان يعاني من نوبات فقدان اتزان، وأوضح الأطباء له أن هذه النوبات قد تستمر لفترة طويلة كأثر جانبي طبيعي للجراحة التي أجراها في المخ.
أزمة جديدة لـ الخطيب في الرقبة
الحالة الصحية لـ محمود الخطيب، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، استمر به حالة من الاستقرار النسبي لسنوات طويلة، حتى تعرضه لأزمة صحية جديدة في عام 2018.
وفي هذا العام، تعرض محمود الخطيب، لأزمة صحية جديدة، بعد أن أثبتت الفحوصات إصابته بورم ضاغط على الحبل الشوكي في الرقبة.
ونتيجة لهذه الأزمة الصحية، قام الخطيب بالسفر إلى ألمانيا مجددًا وأجرى عملية جراحية دقيقة تكللت بالنجاح.
أزمات متجددة لـ رئيس الأهلي
على مدار الفترة من (2019 - 2024)، لجأ الخطيب إلى رحلات علاجية متكررة في العاصمة الفرنسية باريس، لتنفيذ برامج علاج طبيعي متخصصة، إلى جانب فحوص دقيقة شملت المخ والرقبة والظهر.
وهذه الرحلات ساعدته على السيطرة جزئيًا على الأعراض التي عانى منها، لكنها لم تنه معاناته بشكل كامل، حيث ظل يعاني من بعض المتاعب الصحية على فترات متباعدة.
وأثرت الحالة الصحية لـ بيبو، على نشاطه اليومي داخل النادي الأهلي، فغاب عن عدد من الفعاليات الرسمية، واكتفى أحيانًا بمتابعة أعمال النادي عن بُعد.
إصابة جديدة لـ محمود الخطيب
وفي شهر فبراير 2025، أعلن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، ابتعاده عن المشهد العام وإدارة شؤون النادي مؤقتًا بسبب ظروفه الصحية، وذلك خلال كلمته في حفل تدشين استاد الأهلي الجديد، حيث لم تتمالك زوجته دموعها تأثرًا بلحظة الإعلان.
وكان الدكتور سعد شلبي، الرئيس التنفيذي للنادي الأهلي، أكد أن محمود الخطيب بدأ بالفعل رحلة علاجية استنادًا إلى توصيات الأطباء التي شددت على ضرورة حصوله على راحة لا تقل عن ثلاثة أشهر، غير أن الخطيب اضطر لقطع هذه الرحلة بعد أسبوع واحد فقط، إثر وفاة العامري فاروق، نائب رئيس النادي، الذي كان يتولى مهامه خلال فترة العلاج، ليعود سريعًا لمباشرة مسؤولياته.
وأوضح شلبي أن نتائج الفحوصات الطبية الأخيرة لم تكن مطمئنة بالكامل، خاصة تلك المتعلقة بجراحة المخ والعملية السابقة في العمود الفقري، والتي أثرت على توازنه وحاسة السمع في أذنه اليمنى، نتيجة ورم حميد خضع لاستئصاله بنجاح في ألمانيا.
وأضاف أن حالة الخطيب شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن ضغوط فترة الانتقالات الشتوية سببت له إجهادًا إضافيًا، ما دفع الفريق الطبي للتدخل وإلزامه براحة إجبارية لإجراء الفحوص اللازمة والاطمئنان على حالته.
واختتم الرئيس التنفيذي تصريحاته بالتأكيد على أن كلمة الخطيب الأخيرة جاءت بمثابة التزام أخلاقي تجاه أعضاء الجمعية العمومية، لإطلاعهم على وضعه الصحي، والتأكيد على أنه سيبتعد لفترة وجيزة حتى يستعيد كامل لياقته ويواصل قيادة الأهلي في المرحلة المقبلة.