رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

من سبورتنج لشبونة إلى الأهلي.. انتصار المتمردان أبو علي وجيوكيريس في ليلة واحدة

وسام أبو علي وجيوكيريس
وسام أبو علي وجيوكيريس

في عالم كرة القدم الحديث، لم تعد الأندية وحدها صاحبة القرار في ملفات الانتقال حيث ظهر جيل جديد من اللاعبين، يعرف متى وأين يضغط لتحقيق طموحه الاحترافي، حتى وإن أدى ذلك إلى خلافات وخصومات علنية مع إدارات الأندية.

أبرز مثالين حديثين هما السويدي فيكتور جيوكيريش لاعب آرسنال الجديد المنضم من سبورتنج لشبونة والفلسطيني وسام أبو علي نجم الأهلي المنضم لكولمبس كرو، اللذان خاضا صراعًا مع أنديتهما حتى النهاية، وخرجا منتصرين، رياضيًا وماليًا.

وسام أبو علي.. من بطل جماهيري إلى متمرد

أما وسام أبو علي، فقد تحوّل من نجم محبوب في صفوف الأهلي إلى لاعب مثير للجدل بعد سلسلة من التحركات دفعت ناديه إلى بيعه. بعد تألقه في كأس العالم للأندية، تلقى عروضًا من أندية خليجية وأمريكية، وبدأ يطالب بالرحيل، الأمر الذي رفضته إدارة الأهلي في البداية.

تصاعدت الأزمة عندما توجه وسام إلى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي أصدر بيانًا تحدث فيه عن "تهديدات" تلقاها اللاعب من جمهور الأهلي، ما زاد التوتر.

وسام أغلق حساباته على مواقع التواصل، وتدهورت العلاقة مع الجماهير، إلا أن الضغط الإعلامي والتصعيد المتكرر أجبر الأهلي على التفاوض، وتم بيعه أخيرًا إلى كولومبوس كرو الأمريكي في صفقة هي الأعلى في تاريخ اللاعبين الفلسطينيين.

فيكتور جيوكيريس.. تمرد مدروس على سبورتينج لشبونة

السويدي فيكتور جيوكيريس، مهاجم سبورتينج لشبونة السابق، مثّل نموذجًا واضحًا للتمرد المحسوب، عندما أظهر نيته الصريحة في الرحيل إلى آرسنال الإنجليزي، ورفض المشاركة في فترة الإعداد للموسم الجديد، وفضّل قضاء إجازته بينما كان يفترض أن يتواجد في المعسكر التدريبي. 

جيوكيريس زعم وجود اتفاق شفهي مع إدارة النادي يسمح له بالمغادرة مقابل 60 مليون يورو، وهو ما أنكره النادي البرتغالي. 

رغم العقوبة المالية التي فرضت عليه – والتي بلغت 350 ألف يورو – إلا أنه نجح في تحقيق هدفه، وانتقل إلى آرسنال في صفقة تجاوزت 70 مليون يورو. 

النتيجة كانت انتصارًا للاعب الذي استغل الضغط الإعلامي والنفسي بشكل فعّال لتغيير مجرى التفاوض.

القاسم المشترك بين وسام وجيوكيريس

القاسم المشترك بين الحالتين رغم اختلاف السياقين (البرتغال مقابل مصر)، هو اعتماد نفس الأدوات بالامتناع عن التدريب، التصعيد الإعلامي، استخدام أطراف خارجية كوسائل ضغط، والتهديد بالقطيعة. 

وفي النهاية، حقق كل من اللاعبَين هدفه: انتقل إلى الفريق الذي يرغب في اللعب له، وحصل النادي على مقابل مالي كبير.

ورغم أن هذه الأساليب قد لا تلقى ترحيبًا من الجماهير، إلا أنها باتت واقعًا في عالم الانتقالات. 

"التمرد" لم يعد فقط تعبيرًا عن الغضب، بل أصبح أداة تفاوضية فعالة متى ما استُخدمت بذكاء وفي الوقت المناسب. 

ما فعله جيوكيريس وأبو علي، قد لا يكون الأول من نوعه، لكنه يشير بوضوح إلى أن اللاعبين أصبحوا أكثر وعيًا بقيمتهم وقدرتهم على التأثير في مستقبلهم، حتى لو اصطدم ذلك بمصالح أنديتهم.

تم نسخ الرابط