عمرو عامر يكتب: عيب يا شلبي

في قانون الطبيعة كلما كبر الإنسان وبلغ من العمر عتيا كلما كان من الواجب أن يحترم سنه ويعلو بوقاره ويترفع عن الصغائر ويبتعد عن الشبهات ما ظهر منها وما بطن ويعزز من وقاره خاصة إذا كان الشخص شخصية معروفة وله متابعون، لكن يبدو أن مدحت شلبي الإعلامي الرياضي الشهير والسهير قد اعتاد كسر قانون الطبيعة وتحطيم التقاليد والأعراف ومنها إعطاء الناس منازلهم والحفاظ على قدرها.
لم يسمع شلبي حكمة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال "خاطبوا الناس على قدر منازلهم" وهي تعني تحدثوا مع كل شخص بما يناسب مكانته وقدره، سواء كان ذلك من حيث العلم، الدين، الشرف، أو العمر، بحيث يتناسب أسلوب الخطاب ومحتواه مع حال المخاطَب دون تحميله فوق طاقته أو الانتقاص من قدره، ومعناها أيضا دعوة لإظهار الاحترام وتجليل الأشخاص على قدر مكانتهم الدينية، العلمية، أو الاجتماعية.
لكن يبدو أن السيد مدحت شلبي تجاهل تلك الحكمة العظيمة أو لم يسمع عنها وفضل السقوط في الوحل وتبني أسلوبا رخيصا في الخطاب لا يحترم فيه سنه ولم يقربه من مكارم الأخلاق ونال ونهش وخاض في شرف وسمعة واحد من رموز مصر وهو الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، وتحدث عنه كذبا وقال فيه نكرا وصرح فيه فجرا، وفاته أن الناس يعرفون الخطيب جيداً لاعبا وإداريا ورئيسا للنادي الأهلي وعرفوه ظاهره كباطنه عف اللسان أبعد ما يكون عن الشبهات والنميمة وفحش القول، ويبدوا أن أدب الخطيب هو من شجع مدحت شلبي على التطاول على الرجل ومحاولة النيل الرخيص من الهامة والمكانة والقامة المصرية والتي لها في قلوب المصريين رصيدا من الحب الكبير والتقدير في نفوس جماهير الأندية المنافسة.
السؤال الذي يقفز بقوة في وجوهنا الآن لماذا أقدم مدحت شلبي على تلك الفرية؟.. ولما تحدث بحديث الإفك ولما استعان بلسان المنافقين في الهجوم على شخص في أغلى ما يملكه وهو سمعته.. ولماذا سقط شلبي في مستنقع الشماتة في مرض الخطيب؟.. مدعيا بهتانا أنه ادعى المرض ليغطي على فشله في الحصول على تأشيرة الدخول للأراضي الأمريكية خلال فعاليات بطولة كأس العالم للأندية.. ما الذي دفع الإعلامي الشهير إلى كل هذا التدني في لغة الطرح والحوار والافتراء.. لاشك أنه شيء أكبر.. شيء برائحة العملة الخضراء التي وقع شلبي أسيرا فيها منذ زمن طويل دفعته إلى صبغ شعره ليداري وقاره خلف الشعر الأبيض.
الخطيب لم يكن في حاجة إلى تسونامي الغضب الجماهيري من "فرية شلبي" أو تقديم بلاغ للنائب العام ضد تلك الأكاذيب والرخص والتدني.. الآن بعدما ظهر كذبك وخرجت تأشيرة دخول الخطيب لأمريكا بالموافقة الرسمية وعليها ميزة الدخول المتعدد للأراضي الأمريكية كيف ستبرر موقفك.. كيف ستقف أمام نفسك وقد تاجرت بمرض رجل يتحمل من الآلام ما لا يطيقه بشر.. لا شك أن الخجل لايعرف طريقا إلى نفسك فهو من شيم الرجال الشجعان أما أنت فعرفت أين تقف ورأيت قزامتك في المرآة.. أين حمرة الخجل؟.. حتي كلمة عيب لا تستحقها وصمت الخطيب أدبا أوقع من صياحك كذبا.. وإن لم تستح فكن شلبيا.